قول مالك بن نبي في كتابه القيّم شروط النهضة: ((معامل القابلية للاستعمار هو معامل ينبعث من باطن الفرد الذي يقبل على نفسه تلك الصبغة والسير في تلك الحدود الضيقة التي رسمها له الاستعمار وحدد له فيها حركاته وأفكاره وحياته)). وكذلك هو حال القابلية لقبول الطغيان، إذا خاف الرجل من الطاغية أو طمع فيه يصبح هذا الرجل يتحرك في الفضاءات التي يُسمح له بها وكلما حدثته نفسه أن يتحرر ليصنع خيرا لا يحبه الطاغية أو ينهى عن منكر يفعله الطاغية وشيعته تتحرك الرقابة الذاتية المدفونة في أعماق الرجل الخائف الطامع فتمنعه من الحراك فيقضي حياته كلها عبدا للطاغية